في عالم يشهد تطورًا متسارعًا في مجال التكنولوجيا، تتغير أساليب تطوير تطبيقات الجوال بشكل جذري. واحدة من أهم هذه التغيرات هي ظهور تقنيات Low-Code و No-Code، التي تعد بمثابة نقلة نوعية في صناعة البرمجيات. هذه التقنيات توفر بيئة تطوير سهلة الاستخدام، تسمح للمطورين وغير المطورين على حد سواء بإنشاء تطبيقات دون الحاجة إلى مهارات برمجية معقدة. ولكن، ما هي الآفاق المستقبلية لهذه التقنيات؟ وكيف يمكنها إعادة تشكيل طريقة بناء التطبيقات؟
ما هي تقنيات Low-Code و No-Code؟
تتيح أدوات Low-Code للمستخدمين تطوير التطبيقات باستخدام الحد الأدنى من الأكواد البرمجية، بينما توفر أدوات No-Code منصات بواجهة مرئية بالكامل لتطوير التطبيقات دون كتابة أي كود. على سبيل المثال، يمكن استخدام أدوات مثل OutSystems و Bubble لإنشاء تطبيقات معقدة بسرعة. الفرق الأساسي بينهما هو مستوى التخصيص؛ حيث تمنح Low-Code مرونة أكبر للمطورين ذوي الخبرة، بينما تستهدف No-Code المستخدمين غير التقنيين.
لماذا يتجه العالم نحو هذه التقنيات؟
التوجه العالمي نحو Low-Code و No-Code مدفوع بعدة أسباب رئيسية. أولاً، تسهم هذه الأدوات في تقليل التكاليف المرتبطة بتطوير التطبيقات، إذ تقلل من الحاجة إلى فرق برمجية كبيرة ومتخصصة. ثانيًا، تسريع دورة التطوير يُعد من أهم المزايا، حيث يمكن إطلاق التطبيقات في غضون أيام أو أسابيع بدلاً من أشهر. ثالثًا، تتيح هذه التقنيات للأفراد والشركات الناشئة التركيز على الأفكار الإبداعية بدلاً من التحديات التقنية.
الاتجاهات الحالية في السوق
في الوقت الحالي، تتبنى الشركات الناشئة وحتى المؤسسات الكبيرة أدوات Low-Code و No-Code لبناء حلول مخصصة. هذه الأدوات تُستخدم في تطوير تطبيقات الأعمال الداخلية، مثل تطبيقات إدارة الموارد البشرية أو تحليل البيانات. كما أن منصات التجارة الإلكترونية الصغيرة والمتوسطة تعتمد عليها لتطوير تطبيقات مخصصة لبيع منتجاتها وخدماتها.
الابتكارات المستقبلية في تقنيات Low-Code/No-Code
مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تصبح أدوات Low-Code و No-Code أكثر ذكاءً. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم اقتراحات تلقائية أثناء تصميم واجهات التطبيقات أو كتابة الأكواد اللازمة للتكامل مع الأنظمة الأخرى. كما يتوقع أن تصبح هذه الأدوات قادرة على إنشاء تطبيقات تعتمد على تقنيات متقدمة مثل الواقع المعزز (AR) والذكاء الاصطناعي (AI) بسهولة أكبر.
التحديات التي تواجه تقنيات Low-Code/No-Code
رغم المزايا الكبيرة، تواجه هذه التقنيات تحديات ملحوظة. واحدة من أبرز هذه التحديات هي القيود المتعلقة بالأداء، حيث قد لا تكون التطبيقات المطورة بهذه الأدوات مناسبة للتطبيقات التي تتطلب أداءً عاليًا أو تخصيصًا عميقًا. بالإضافة إلى ذلك، تبقى قضايا الأمان مصدر قلق، خاصة عند استخدام هذه الأدوات في مشاريع كبيرة تتعامل مع بيانات حساسة.
دمج Low-Code/No-Code مع تقنيات الجوال الحديثة
من الاتجاهات البارزة هو استخدام أدوات Low-Code و No-Code لتطوير تطبيقات تدعم تقنيات الجوال الحديثة، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز. كما تتيح هذه الأدوات تطوير تطبيقات توفر تجربة مستخدم متقدمة من خلال واجهات تفاعلية وميزات مبتكرة، دون الحاجة إلى معرفة تقنية متقدمة.
كيف تؤثر هذه التقنيات على سوق العمل؟
تثير هذه التقنيات تساؤلات حول تأثيرها على وظائف المطورين التقليديين. بينما قد يشعر البعض بالتهديد، فإن الحقيقة تشير إلى أن هذه الأدوات تخلق فرصًا جديدة. فهي تتيح للمطورين التركيز على مشاريع معقدة بدلاً من المهام الروتينية، بينما تفتح الباب أمام المستخدمين غير التقنيين لدخول مجال تطوير التطبيقات.
دراسات حالة: شركات حققت نجاحًا باستخدام هذه التقنيات
شركات مثل Amazon و GE استخدمت أدوات Low-Code و No-Code لتطوير حلول مخصصة تلبي احتياجاتها بسرعة وكفاءة. على سبيل المثال، تمكنت بعض الشركات الناشئة من إطلاق تطبيقات تجارية خلال أسابيع، مما ساعدها على تحقيق عائدات أسرع بكثير مقارنة بالطرق التقليدية.
نصائح لتبني تقنيات Low-Code/No-Code بنجاح
لاختيار الأداة المناسبة، يجب على الشركات تحديد احتياجاتها بوضوح، مثل مستوى التخصيص المطلوب أو درجة التكامل مع الأنظمة القائمة. كما يُنصح بالموازنة بين استخدام هذه الأدوات والتخصيص اليدوي عند الحاجة لتلبية متطلبات معقدة.
خاتمة: هل هذه التقنيات هي المستقبل؟
تلعب تقنيات Low-Code و No-Code دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل تطوير تطبيقات الجوال. رغم التحديات، فإن فوائدها من حيث التكاليف والسرعة والابتكار تجعلها خيارًا جذابًا للشركات والأفراد. ومع التقدم المستمر، ستظل هذه التقنيات محركًا رئيسيًا للتحول الرقمي في السنوات القادمة.
المراجع :
Top 10 No-Code Low-Code Trends for 2024: Breaking Barriers الترجمة نظرة خاطفة على أهم 10 توقعات لتبني الشركات للتقنيات منخفضة الكود بدون أكواد في عام 2024